وقع اختيار إدارة المهرجان الوطني للفيلم، في نسخته التاسعة عشر من 9 إلى 17 مارس الجاري، على أربعة أسماء أعطت الشيء الكثير لحقلنا السينمائي الوطني. من بين هذه الأسماء التقني السينمائي جواد بوعبد السلام، الذي تربى في وسط سينمائي واحتك بآليات السينما منذ نعومة أظافره، الشيء الذي توج بالتحاقه بالمركز السينمائي المغربي كموظف وعمره لا يتجاوز عشرين سنة ، وذلك إبان إدارة المهندس قويدر بناني لهذا المركز من 1976 إلى 1986.
وفي هذه المؤسسة العمومية الوصية على قطاع السينما بالمغرب، التي كان والده يحيى بوعبد السلام موظفا بها ، اضطلع جواد على امتداد أربعين سنة بالتمام والكمال ، من 1977 إلى 2017 ، بمهام عديدة ومتنوعة من بينها تصوير الأفلام واستخراج نسخ منها وتأشيرات المراقبة والميكساج والمونطاج وتصحيح الألوان واستلام آليات السينما…
إن تقلبه في هذه التخصصات السينمائية المختلفة ، داخل المركز السينمائي المغربي ، أكسبه خبرة تقنية معتبرة استفادت منها السينما المغربية ومهنيوها . وإذا أضفنا إلى هذه الخبرة ما كان يتصف به جواد بوعبد السلام من دماثة خلق واستقامة وجدية في العمل وصراحة وصدق وعناية بالتفاصيل وغير ذلك نصل إلى النتيجة التالية وهي أن تكريمه في الدورة 19 لمهرجاننا السينمائي الوطني هو بمثابة تكريم لثلة من جنود الخفاء ، من تقنيين وإداريين ، يبذلون الغالي والنفيس من أجل الدفع بعجلة السينما ببلادنا إلى الأمام . فتحية حارة لجواد ولمن فكر في تكريمه ولكل جنود الخفاء في مركزنا السينمائي بالرباط .
تجدر الإشارة في الأخير إلى أن جواد بوعبد السلام ، صديق الجميع ، من مواليد الرباط يوم فاتح نونبر 1957 باستوديوهات السويسي ، وهي الأستوديوهات التي كان بها مقر سكنى والده ، التقني السينمائي المتخصص في الصوت والذي مارس التشخيص أيضا في بعض الأفلام .